تحوُل: العدد الخامس
مرحبًا،
أشعر أنك تواجه صعوبة في تخصيص الوقت لمن تُحب. ألسنا جميعًا نواجه نفس المشكلة؟ ولا أقصد بذلك الوقت الزهيد، الذي نقضيه حول مائدة الطعام أو في السيارة متجهين لمشوار إلزامي. بل أتحدث عن الوقت الثمين، حين نكون مرتاحين البال، متزنين، وفي أوجّ سعادتنا. لماذا نقضي تلك السويعات لوحدنا غالبًا؟
فلنغير الصورة، ونتذكر كل نصائح تنظيم الوقت التي سمعناها على مرّ السنين، أليست مقيتة؟ لا نكف أن نسمعها ولا يكفُّ مقدميها عن الكلام. نصائح التنظيم وترتيب المخططات أتخذت نبرة مزعجة مع تكرارها، ورغبة الناصحين المُلحة في تحويلنا من أفراد غير منظمين إلى عينات غاية في الدقة; نقضي أيامنا نتبع جدول مدرسي بحصصهِ الخانقة.
لكن أحمل في روحي تفاؤل، أؤمن أن أهم الساعات هو أكثرها قيمةً، لا أطولها. فاسأل نفسك، وسأسأل نفسي، أين أقضي ساعاتي القيّمة؟ مع مَن؟ هل أرى أن توزيع ساعاتي الثمينة عادل لمن أحب؟ هل أظهر لهم الحب الكافي في هذه الفترة الوجيزة؟
حين أقضي مع أحبابي الوقت الوجيز، عليّ أن أخصص بعض ذلك الوقت للتنازل; لأقدم لهم مايريدون. أن نخرج سويًا تبعّا لرغباتهم في بعض الأحيان، وأن أسمح لهم بالكلام بحرية مطلقة. والحرية هي ألذُّ قطعة من كعكة الوقت الثمين.
هل يشعر الآخرين بالحرية حولي؟ وهل يُظهرون فكاهتهم وجهلهم وغبائهم أمامي دون أن أزعجهم بأحكامي؟
ألا ترى أننا نتمسك بالوقت بطريقة أنانية؟ "وقتي لي، وقتي هو أهم شيء عندي"، والمقصود بتلك العبارات ليس الوقت بمفهومه العام، بل "الوقت الثمين".
لا تتشبث بوقتك بشدّة، وقدم لنا من ساعات بهجتك حتى لو بالقليل.
بكل حُب، فريق مخطوطة.
أشعر أنك تواجه صعوبة في تخصيص الوقت لمن تُحب