مقابلة مع هامش

ظهرت هامش بغموض على الساحة الموسيقية السعودية بأغنية (أشبه بالمستحيل). من أول استماع، يتضح لنا أنها فنانة ستشق مسارها الفني الخاص، وأنها من الأصوات الواعدة؛ عازمةً على غرس نبات التغيير في الموسيقى السعودية المستقلة.

هامش هي مغنية وموسيقية من القطيف، السعودية. حظينا بشرف إجراء مقابلة معها لنتحدث عن تاريخها الموسيقي وتفاصيل العمل على أغنيتها الأولى.


مخطوطة: بدايةً، من هي هامش؟

هامش: هي إنسانه مابين الواقع واللاواقع. ألاحظ أن هويتي عبارة عن خليط مابين الأشياء التي أحببتها في صغري والتجارب التي مررت فيها. هامش ظهرت كفكرة لأني مهتمة بالأجزاء الغير مُلفتة في القصص؛ على هوامش الصفحات. شعرت أن هذه الفكرة تعبر عن مسيرتي في مراحل مختلفة من حياتي، وسعيت أن أغير مفهوم الهامش كشيء قد لا يراه الجميع، ولكن حين يُرى، قد يكون مثير للاهتمام.


مخطوطة: كيف كانت علاقتك المبدئية مع الغناء والموسيقى؟

هامش: لم أكن متأكدة من الموضوع في البداية، لأني شعرت أنه شيء مستحيل؛ كان هناك خوف وعواقب كثيرة. كان الغناء شيء شخصي جدًا وتجنبت مشاركته مع الآخرين، حتى الأشخاص المقربين مني. لكن كان الغناء شيء غريزي بالنسبة لي وكنت دائمًا أكتب الأغاني. حصل التغيير حين بدأت بالذهاب للعلاج النفسي، وبعدها وجدت دعم كبير وشعور إيجابي اتجاه الغناء، وأصبح شيء حقيقي وجدّي بالنسبة لي. بدأت في الكتابة من سنٍ صغيرة، وشعرت بأني أريد أن أُصبح كاتبة. كانت طريقتي في الكتابة انسيابية، وواجهت صعوبة في ترجمة أفكاري على الصفحة تحت قواعد كتابة الأغاني، مثل القافية والألحان. تغير الموضوع قبل سنتين، حين قابلت كاتب في بريستول؛ كان جالسًا على الميناء ويكتب الشِعر على آلة كاتبة. تحدثت معه عن قيود القافية في الكتابة، وقال لي ببساطة: بإمكانك خرق هذه القواعد وتجربة كتابة الأغاني بطريقتك. بدأت أكتب بطريقة مختلفة، ومع الوقت وجدتني أستخدم القافية وقواعد الكتابة الموسيقية بطريقة طبيعية. وجدت أن العائق الوحيد كان عدم محاولتي وخوفي من الفشل.


مخطوطة: كيف تحولت هذه المحاولات الأولية إلى صناعة الموسيقى؟

هامش: كنت أسجل غنائي عن طريق الملاحظات الصوتية. كان شيء روتيني بالنسبة لي وكان عندي مجموعة كبيرة من الأفكار الصوتية بدون إنتاج موسيقي. توزيع الموسيقى كان تحدي كبير لي مقارنةً بالغناء، الذي شعرت أنه طبيعي بالنسبة لي. كنت أحتاج شخص يساعدني في توزيع أغانيّ، وفي الوقت ذاته فضّلت أن يحدث الموضوع بطريقة تلقائية، فلم أبحث عن هذا الشخص. كنت أتحدث مع صديقي عبدالله الضامن، وهو موزع موسيقي وجزء من فرقة موسيقية. كان بيننا تفاهم متبادل كونه من القطيف، وكنت أغني له في جلساتنا الاعتيادية. شجعني لتسجيل أغنية، فتعاونت معه وأحببت عملنا سويًا بفضل طريقته التي توازن بين اللعب والعمل.


مخطوطة: كيف أنشأتي صورتك الفنية وصوتك الموسيقي؟

هامش: لم يكن الموضوع مخطط له، لا أرى نفسي كعلامة تجارية ولم أختار صورتي بناءًا على ما يسهل تسويقه للناس. أنا مصممة جرافيك ومن الأمور التي لم أحبذها في مجالي كان الجانب التجاري من التصميم. صوتي الموسيقي هو طريقتي في عيش المشاعر وبناء العوالم، وهويتي الفنية تعتمد على عوامل كثيرة، منها أن أمثل مسقط رأسي وتراثي بطريقة أصيلة.


مخطوطة: كيف كان العمل على أغنية أشبه بالمستحيل؟

هامش: كانت مجرد ملاحظة صوتية في البداية، وكتبت الجزء الإنجليزي في الأغنية أولًا. لم أكن أكتب باللغة العربية كثيرًا، ولكن كنت أفكر بالموضوع. كان يهمني أن تكون أول أغنية لهامش باللهجة القطيفية، رغم قلة المراجع الموسيقية المتوفرة. كنت في الرياض وقتها، وسألني عبدالله عن عملي مؤخرًا، سمع فكرتي وتحمس جدًا. أخذني إلى أستوديو مرواس في الرياض وهو أكبر أستوديو لتسجيل الموسيقى في العالم (أستوديو غنت فيه أحلام ومحمد عبده وغيرهم من الفنانين). ساهمتُ في الكتابة والألحان وأفكار الأغنية، بينما وزعها عبدالله.


مخطوطة: ماذا يعني لك الاستقلال الفني أثناء تطور مسيرتك الفنية؟

هامش: الاستقلال والقدرة على اتخاذ قرارات في فني وأن أملك حقوق أعمالي من أهم الأمور بالنسبة لي. أعتقد أحيانًا أن العمل مع شركة تسجيل يحول الموسيقى من فن إلى عمل تجاري. لا أطمح أن يتحول فني إلى عمل تجاري.


مخطوطة: ما هي خططك للمستقبل؟

هامش: أعمل الآن مع العديد مع الفنانين في لندن، خصوصًا مع فنانين خارج حدود الموسيقى، مثل الفنون الصوتية التي تعبر بطريقة جديدة. وسأُصدر أغنية جديدة قريبًا. بالإضافة إلى ذلك، أنا مهتمة بالاستماع للموسيقى خارج حدود منصات الاستماع المتعارف عليها اليوم، أبحث عن طريقة حقيقية أكثر. منصات الاستماع تفضل السرعة والتحكم في المستمع، وأشعر أنه من المهم أن نفكر في بيئة الموسيقى وأن تكون ملموسة في مساحتها، لا أن تكون مجرد واجهة إلكترونية نستخدمها بدون تفكير.


مخطوطة: هل عندك كلمة أخيرة للموسيقيين المستقلين القادمين من العالم العربي؟

هامش: ابقوا فوضويين ولعوبين. استمعوا لأفكاركم الأصيلة، عوضًا عن ما تعتقدون أنه مطلوب منكم سواءًا من عامة الناس أو التيك توك!


استمعوا لأغنية (أشبه بالمستحيل) على جميع منصات الاستماع، وترقبوا إصدارات هامش القادمة. ممتنين كل الامتنان.

Next
Next

الموسيقى الإلكترونية: من طق طق للسلام عليكم